المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 09/09/2008 الموقع : الوطن العربي
موضوع: العلاقات الليبية الأمريكية..صفحة أخرى تُفتح! الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 8:50 pm
العلاقات الليبية الأمريكية..صفحة أخرى تُفتح!
كأنها أمريكـا صاحبة المبادرات و الامتيازات تختلق ذرائع أو بالأحرى تقتنص الفرص لتوجد لنفسها حلولا ناجعة أمام تعاظم نفوذها السياسي في العالم أجمع و تدنى مستواها الاقتصادي..حتى تستأثر اليوم بموضوع التعويضات المتبادلة بينها و بين ليبيا أملا في إعادة إحياء علاقاتها الاقتصادية معها و التي كان قد أصابها نوع من الإخفاق و العلل بسبب الأزمات التي عانت منها ليبيا و رفضها للهيمنة الأمريكية الغربية لسنوات عدة الأمر الذي أدى إلى ازدياد تفاقم الأزمة المستفحلة بين البلدين حيث صنفت ليبيا من الدول الداعمة للإرهاب في العُرف الأمريكي .
فالعلاقات الليبية الأمريكية والتي أصاب مكامنها الجفاء في الماضي باتت اليوم تبشر بغد تزدهر فيه تلك العلاقات لتعود بشكل مغاير تماما لما كانت عليه،حيث حالة الانفراج من أزمات مختلفة مهدت الطريق أمام إقامة علاقات تعاون و شراكة مع أمريكا و الغرب عموما.. أزمات استفحلت فأوقعت البلدين (ليبيا و أمريكا) في صراع لا متناه تكمن بداياته منذ عام 1986 م.
حيث العدوان الأمريكي على طرابلس.. تلتها قضايا شائكة..أزمة " لوكربى الشهيرة" ،"الممرضات البلغاريات" الأزمات التي كانت تشكل عائقا تسبب في التضييق على ليبيا الأمر الذي عمل على إبقائها منعزلة بفرض الحصار عليها لسنوات عدة..توقفت خلالها الروابط الاقتصادية التي تجمع بين البلدين الأمر الذي حال دون امتيازات التعاون خاصة و أن ليبيا تتمتع بثروات نفطية هائلة يسيل لها لعاب الغرب.
وهذا ومن المتوقع أن تزور "رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية ليبيا خلال الأسابيع المقبلة للعمل على طي صفحة التعويضات المتبادلة بين البلدين..حيث سيعمل كل من الطرف الليبي و الأمريكي على دفع التعويضات لضحايا التفجيرات في كل القضايا ..تأتى هذه المبادرات في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها ليبيا خاصة فيما يتعلق بالانفتاح على العالم الخارجي..لتعمل من خلال موضوع التعويضات على إنهاء مرحلة و فتح صفحة جديدة لعلاقاتها المستقبلية مع أمريكا..يتخللها التعاون المشترك في الميادين المختلفة.
ليبيا من الدول الممانعة لسياسات أمريكا الاستعمارية في المنطقة العربية و الرافض لمنهجها و حيادها على حساب قضايا الشعب العربي تدخل اليوم عهدا جديدا عاملة فيه على إيجاد مكانة لها في العالم الخارجي بعدما تجاوزت كل مشاكلها الخارجية..لتبقى مسألة التعويضات جسرا تُستعاد من خلاله العلاقات بين البلدين..و تنهى حقبة من الخلافات استمرت فترة ليست بقليلة.