المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 09/09/2008 الموقع : الوطن العربي
موضوع: غزوات الرُّبَاح ! الأربعاء سبتمبر 10, 2008 10:24 am
دارت رحى معارك ضارية قبيل شهر رمضان بأيام معدودة وما زالت تتكرر بين أهالي عــدد من قرى جبل صــَـبــِر بمحافظة تــَـعـِـز اليمنية وبين مجموعة كبيرة من ( الرّ ُبــاح) القـــرود التي اتبعت في غـــــزواتها أســـــلوباً تكتيكياً مثيراً للاهتمام يعتمد على الكر والفر تــــذهب مجموعة بما حملت مما خفًّ وغلا فتأتي أخرى، وهكذا .. حرب استنزاف طويلة الأمد لاأحد يعلم لها نهاية
كما أن بعض المجموعات استطاعت التسلل إلى بعض مناطق محافظة ـــ إب .
تناقلت الصحافة المحلية باهتمام نبأ اجتياح الرباح المتكرر والذي خلَّـــف وراءه مــطابخ فارغة من الخبز والعجين وغير ذلك من المؤونة الرمضانية التي بذل الأهالي جهوداً مضــــــنية لأجــل توفيرها كعادتهم عند استقبال شهر رمضان الكريم .
وللوقوف على حقيقة الوضع أجرينا هذا الحوار مع زعيم الرباح المشهور بــــ ( صالح الرُّبحي ) والذي صحفناه ب( شالح الرُّبْـــحي) إجلالاَ لنبي الله صالح عليه السلام .
وبعد أخذ الإذن بطرح الأسئلة أشارإليّ بنبرة حادة قائلاً: اختصر الأسئلة فلا وقت لدينا نضــــيعه
بين القيل والقال وكثرة السؤال . أفزعتني صرامته فدخلت إلى صلب الموضوع مباشرة فكان هذا الحوار :
ـــ ما علاقتكم باليهود المعـتدين؟
ــــ كلا وحاشا أن يكون لنا علاقة بالمعتدين نحن مجرد حيوانات مسالمة وفيــما بينها متراحمة وهم عدائيون تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى . أشكالنا لدى البشر مقبولة بالـــرغم من مـما هي عليه ؛ لأن اللؤم لم يـُدنـِّس أعراضنا وأما هم فعلى العكس تماماً ولقد شبههم ربنا بالحـمار
لصفة طبيعية مقبولة فيه وغير طبيعية بل مكروهة فيهم كونهم تعمدوا تعطيل طـاقة العقل فصاروا أضل من البهيمة . إنهم يقهقهون الأحقاد والشرور ونقهقه تســــبيح للخالق .
ــ ماهي مطالبكم ــ بالتحديد ــ من وراء هذه الغزوات ؟
ــ مطالبنا تتمثل في الآتي :
1ــ وقف التبذير وتحويل رمضان إلى شهر للعبادة .
2ــ إن قطع الأشجار المثمرة واستبدالها بزراعة (الشيطان الأخضر) القات قطعُ ُ لأرزاقــنا لذلك لن نوقف غزواتنا حتى يعود البشر لزراعتها من جديد واقتلاع شجرة القات فوراً .
3ــ لقد جعل منا البشر أهدافاً مسلية لرصاصاتهم الدموية الغاشمة ولن نقف حتى يكفوا عن حمل السلاح الذي يهدد حياتنا جميعاً .
ــ يعتقد البعض أنكم أول من بدأ المعركة ما رد كم ؟
ـــــ أولاً لاتسمها معركة أو غزوة بالمعنى الدمـــــــوي لأن الأعداء قبل الأصدقاء يشهدون بأننا مسالمون وتاريخنا مع البشر يختزل بكلمة ( آمـــــــــــين ) على الـــدوام ولكن حينما أعدنا النظر تكـــشَّفت لنا حقائق مرة غيبتها عواطفنا منها: أننا أهدرنا كرامتـــــــنا في ســـبيل الحـــفاظ على السكــــينة العامة المفقودة أصلاً . فوقعت الطامة بقطعهم لأرزاقنا فرفعنا شعار : قــــــــــــطع الأعناق ولاقـــــــــــــــــــــــطع الأرزاق . وبدأنا معركة الاستحقاق السلمي .
ــ إن ما قمتم به من سلب ونهب عقوبته الإعدام بحسب الفـِقـْرة (أ) من القانون . ما تعليقكم ؟
ــ الإنسان بما يحمل من معاني الإنــــسانية السامية والحــيوان بما يحـــمل من مـــــظاهر الرحمة
لا يشرعان قانوناً ظالماً كهذا وحده الشـــــيطان من الجـِنة والناس من يشرع القوانــين الظالـمة. فأي قانون هذا الذي يشهر سيفه في وجه البسطاء أمثالنا ويغظ الطرف عن من كتبه وداس عليه إن ما قمنا به من قفز على أسوار القانون ــ كما يعتقد البعض ــ دافعه الجوع والأذى والتهميش إنها جراح لايمكن لأي قانون ظالم الوقوف في وجهها .
ــ إذاً ماذا تسمون العمل الذي أقدمتم عليه ؟
ــــ التسمية الشرعية له : دفاع عن النفس. على سبيل الضرورة تبيح المحــــظورة وبالرغم من هذا فإننا لم ولن نسفك دماً فذلك من شأن الشياطين المغضوب عليهم لكن إن استمرُّوا في البغي
والعدوان فإن جميع الخيارات مشروعة .
ــ كيف يمكن أن تدخلوا معركة ولا سلاح لديكم ؟!
ـــ إننا نمتلك أسلحة كثيرة وسلاح الإرادة أشدها فتكاً .
ـــ من ضمن الانتقادات الموجهة إليكم أنكم تمارسون السطو على منازل البسطاء فحسب. ما مدى صحة هذا القول؟
ـــ هذا القول عار ٍ عن الصحة تماماً فلا يعقل أن نترك منازل الأبهات حيث النعيم المــــــــتمثل بسباقهم لشراء آخر تقليعات الأهلة التجارية الرمضانية : هـــــلال الزبـــــــادي وهــــــــــــلال الســـــــــنبوسة و...و...إلخ .
إلى منازل لسان حال أصحابها يردد على الدوام ما قاله أبو الشمقمق :
إن لي بيت لست أخشى عليه السـًّرقا *** بيت عديم إن دخل السارق فيه سـُـــرٍقا
ومن جهة أخرى لافرق عندنا بين المفسد الكبير والمفسد الصغير المغفل الذي انطلت عليه حيلة الكبار الهادفة إلى كسب تأييده للوقوف في وجوهنا .
ــ لم لاتلجؤون إلى القضاء لا نتزاع حقوقكم المشروعة ؟
ــــ حدث مرة ً أن ظلمني قاضي منطقتي بحكمه لصالح خصمي المستـــــــــــند إلى ركنٍ شديد ولمـًّا أردت أن أُعــــــــرِّيه أمام ذاته الظالـــــمة لعل وعــــــسى أن يؤوب إلى رشـــــده . طالبته على الملأ بـــــــــــــتأويل رؤياي فأذن لي فقلت: رأيت البارحة (رَبْــحـَهْ ) أنثى القرَدة على هيئة أسطورية تمتلك آلة الرجل وآلة المرأة رأيتها تهتك أعراض البـــسطاء على قارعة الطريق لكنها
لاتصمد أمام رغبات الأقوياء . فضحك الحاضرون ففقد القاضي صوابه ــــ لعل العمـــــامة قيدت حركة عقله ــــ فأمربي إلى زنـــــزانة انفرادية قضـــيت فيها عمراً من العـــــــــذاب فهل بعد هذا تطالبـــني بالعودة إليه وهذا الشَّـعرُ الذي يغطيني أبلغ دليل على قسوته . القاضي الذي أحـــــدثك عنه سخر منه الحمار بقوله: ليت الدهر ينقلب فأركب** لأن جهلي بسيط وجهل القاضي مركَّـب
وذلك يوم أن زاد الذباب نقطة على (الحبة) في عبارة ( الحبة السوداء شفاء من كل داء) فنادى القاضي في الناس وقد جمع كم من الحيات : ( الحيــة السوداء شفاء من كل داء ) .
ـــ يقول أهالي المنطقة أنهم لم يروكم على مدى ثلاثين عاماً فأين غبتم ؟ ولمَ رجعتم ؟
ــ سبق أن قلت لك أنني في السجن وأما أعواني فانتشروا في أرض الله الواسعة ولما ضاقت بهم بفعل الحدود المصطنعة التي ساهمت الأمة العربية ـــ التي كانت توصـــف بالواحدة ـــ في وضعها عادوا ليجدوها قاحلة إلا من شجرة القات المقيتة .
وبلمح البصر خطف ( المايك ) من يدي موجهاً سؤاله : أخشى أن تحــــــوِّر كلامي كما تفعل الصحف الصفراء لمصلحة الفاسدين مامدى صحة قولي ؟!
فقلت : أبداً كلامك غير صحيح مطلقاً ، فلم يمهلني فرمى المايك والكاميرا في وجــــهي وذهب للغزو معتقداً ـــ وله الحق ـــ أنني نسفتُ مفردات المقابلة كلها وكان الأجدر بي أن أقول : خشْـيتـُـك من التحوير غير واردة في قاموسي المهني .
الأربعاء سبتمبر 10, 2008 10:24 am
