منتديات الجزيرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الوطن العربي من والى اين ؟
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "السمارة الشهيدة" !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الجزيرة
المدير العام
المدير العام
الجزيرة


المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 09/09/2008
الموقع : الوطن العربي

"السمارة الشهيدة" !! Empty
مُساهمةموضوع: "السمارة الشهيدة" !!   "السمارة الشهيدة" !! Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 09, 2008 8:49 pm

من الشيخ ماء العينين إلى "ميشال فيوشانج "

"السمارة الشهيدة" !! 1220691218




يقترن اسم مدينة السمارة في ذاكرتنا التاريخية باسم الشيخ ماء العينين رحمه الله ,فهو بانيها و
مؤسس زاويتها العلمية العريقة ,و هو الذي أطلق منها شرارة المقاومة ضد الغزو الفرنسي و
الإسباني , حتى عرفت السمارة في عهده ب "عاصمة العلم و الجهاد" , إلا أن هذه المدينة
الصحراوية تقترن أيضا في الذاكرة الكولونيالية الفرنسية باسم الكاتب و الرحالة ميشال
فيوشانج ,فالرجل عشق "السمارة " و دفع حياته قربانا من أجل أن تطأ قدماه أرض معشوقته في
الظروف الأمنية الخطيرة بالصحراء في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي ... ما موقع
"السمارة " إذن بين ذاكرتنا و ذاكرتهم ؟وما حقيقة الرحلة المثيرة لميشال فيوشانج إلى أرض
الزاوية المعينية ؟

ماء العينين...مسيرة علم ومقاومة

ولد الشيخ محمد المصطفى و الملقب بماء العينين سنة1831 م ببلاد الحوض بموريتانيا و ينحدر
من أسرة إدريسية غادر جدها الأكبر الشيخ الطالب المختار شمال المغرب مهاجرا إلى بلاد توات
بموريتانيا ,و ذلك إبان انهيار الدولة الإدريسية...فارتحلت هذه الأسرة بعد ذلك إلى بلاد التكرور و
شنقيط وتقول المصادر التاريخية أن الشيخ الطالب المختار عرف هناك بفضله و كثر أتباعه و
مريديه فتوارث ذلك سلف الأحفاد عن خلف الأجداد ..إلى زمن الشيخ ماء العينين الذي تربى في
كنف أبيه و نهل من حياض الطريقة الفاضلية العريقة ,إلا أن سنة 1871م ستكون سنة مغادرة
ماء العينين لبلاد الحوض للإستقرار بمنطقة الساقية الحمراء ,


"السمارة الشهيدة" !! 1220691235

و اختار تحديدا منطقة السمارة فبدأ بعد ذلك ببناء واحدا من أهم المعاقل العلمية و الجهادية في

عمق الصحراء ,فأرسى دعائم زاويته العلمية التي تعد امتدادا و استمرارا للزاوية الفاضلية التي
أسسها أسلافه ,وجاء تأسيس السمارة في ظروف أمنية وسياسية تميزت بتربص القوى
الإستعمارية الأوربية بالمنطقة خصوصا فرنسا و إسبانيا ,التي لم تستطع جيوشها اختراق
الصحراء و لجأت إلى احتلال نقاط و مواقع ساحلية كموقع كاب جوبي (طرفاية )...و لم ينحصر
إشعاع الزاوية المعينية في مجال الصحراء فقط بل تعداه شمالا وجنوبا و أضحت قبلة طلاب العلم
من جميع الآفاق و قبلة للمريدين,..و فيما كان الشيخ ماء العينين منهمكا في عمله الجهادي و
العلمي في قلب الصحراء ,كانت العيون الأوربية تراقب المنطقة عبر أساطيلها في مياه المحيط
باستمرار ,و تبحث عن سبيل ما للإنقضاض عليها , فكانت سنة 1905م بداية لقومة ضد
المستعمر الفرنسي و الإسباني الذي بدأ يتوغل من جنوب الصحراء و هرعت كل قبائل المنطقة
للتوحد بقيادة الشيخ ماء العينين الذي اتخذ من مدينة السمارة المحصنة مركز قيادة عملياته
الجهادية ضد الغزاة ..و توالت الإنتصارات لأبناء الصحراء بقيادة الشيخ على المستعمر الفرنسي
الذي أجبر على التراجع نحو السنغال , إلا أن مسيرته الجهادية ستنتهي بوفاته سنة 1910م
بمدينة تزنيت التي دفن فيها ,و ترك خليفته "الهيبة " يقود المقاومة بعده كما ترك معقله الجهادي
" السمارة" ترتعد من ذكرها القوى الغازية , والتي هجمت عليه غدرا سنة 1913م ودمرت هذه
المدينة التاريخية و نهبت نفائس خزانتها العلمية.

"السمارة الشهيدة" !! 1220691179
ميشال فيوشانج...عاشق السمارة

بعد وفاة الشيخ ماء العينين بحوالي عشرين سنة كانت الآلة الإستعمارية الفرنسية لم تبرح حدود
مدينة تزنيت بجنوب المغرب ,حيث استعصى عليها اختراق مقاومة قبائل المنطقة ...و في خضم هذا
كان شاب فرنسي اسمه" ميشال "فيوشانج" يستعد للقيام بما عجزت عنه جيوش بلاده ,ألا و هو
الدخول إلى هذه الصحراء المجهولة حينها للفرنسيين الذين لا يملكون عنها إلا القليل من
المعلومات ,فهي منطقة نارية خطيرة لم يرجع القلائل من الأوربيين الذين دخلوها ... , كانت قبائل
الصحراء بالمرصاد لكل الغزاة جيوشا و أفرادا , وأراد" فيوشانج" استكشاف "السمارة" حيث
عشقها الرجل و مدحها كثيرا في شعره قبل أن يراها, و اختلط ميوله الأدبي بعشقه للمغامرة
لتتكون لدى الشاب ذو 26 سنة رغبة انتحارية في السفر مصبوغة بمسحة مسيحية.., وما شجع
أكثر هذا الشاب البورجوازي للسير نحو السمارة هي وضعية الجيش الفرنسي الذي أصبح قاب
قوسين من الصحراء فوجد "فيوشانج" قاعدة خلفية لرحلته ...و هنا التقت الميولات الأدبية و
الإستكشافية لفيوشانج بحاجة استخباراتية و عسكرية للجيش الفرنسي... ولد ميشال فيوشانج سنة
1904م بمدينة "نيفر" الفرنسية وبدأ تعليمه بالمدراس الكاثوليكية و التحق بعدها بباريس ليتابع
دراسته للأدب فاهتم بالشعر و السينما , إلا أن هذا الشاب سيبدأ في عشق الصحراء وذلك في فترة
خدمته العسكرية التي قضاها بالمغرب سنة1926, فدفعه ذلك الى التفكير في الكتابة عنها و
استكشافها... وكانت "السمارة" حينها تمتزج بالأسطورة لدى الفرنسيين حيث بقيت في أذهانهم
المقاومة الباسلة للشيخ ماء العينين ...و بحلول شهر شتنبر سنة 1930م أكمل كل استعداداته
لهذه الرحلة بالتعاون مع أخيه "جون " الذي يعد المهندس الحقيقي لهذه المهمة ,حيث استعانوا
بخبير في جغرافية و مسالك المناطق الصحراوية وهو المسمى "أحمد المهبول" مرفوقا بمجموعة
سفر تتكون من امرأتين للتمويه و رجل آخر...,و انطلق فيوشانج و مجموعته المأجورة من واد
ماسة بجنوب المغرب في 11شتنبر 1930م متخفيا في زي إمراة أمازيغية سوسية,حاملا معه
مبالغ مالية مهمة لرشوة زعماء القبائل التي يمكن أن تعترض سبيله,و حمل معه أيضا بوصلة و
ألة فتوغرافية و مذكرة و قلما,خط به أهم فصول رحلته المثيرة كما رسم به خرائط لأهم مسالك
الجنوب ,..بعد رحلة دامت حوالي شهرين سيرا على الأقدام وصل الرجل إلى معشوقته
"السمارة"..حيث تخطى كل الصعاب وتمكن من اجتياز مناطق ساخنة وخطيرة دون إثارة انتباه احد
ولم يقضي في هذه المدينة إلا بضع ساعات التقط فيها صورا لما تبقى من فصبتها التاريخية التي
بناها الشيخ ماء العينين , وكانت المدينة حينها خالية من السكان ولم يبقى من بعض مبانيها إلا
الأطلال, وكأن الرجل بهذا يريد الوقوف على ما تبقى من روح في " السمارة الشهيدة" معقل
المقاومة ..و كأن القوم يخافون أن تنبعث هذه المدينة من جديد و تشتعل نار المقاومة من تحت
الرماد .. وبعد ذلك عاد الرجل و مجموعته أدراجهم ..,إلا أن مرضا معويا شديدا سيلم بفيوشانج في
طريق عودته و بالضبط على حدود مدينة تزنيت حيث أسعفته القوات الفرنسية و نقل بطائرة
عسكرية إلى المستشفى بمدينة أغادير حيث مات ودفن...عاد الرجل حاملا معلومات وخرائط وصور
فوتوغرافية ثمينة أسالت لعاب قادة الجيش الفرنسي و حفزتهم لإجتياح ما تبقى من منطقة سوس
إلى حدود واد نون بالجنوب... مهمة يرى البعض أنها عسكرية بامتياز بروح أدبية وببراءة شاب
بورجوازي مدلل وجد في الصحراء ملعبا كبيرا ليمارس هوايته التي أدت به الى الهلاك ,و الحقيقة
ان هذا الشاب الذي تلقى تعليمه الأولي بمدارس الكنيسة لم ينسى التعبير عن وفائه للكاثوليكية قبل
أن يلفظ آخر أنفاسه بمدينة أغادير,و أصبح فيوشانج بعد ذلك رمزا مشهورا لدى الفرنسيين و
أنشىء له متحف وتذكار في مسقط رأسه, و أصبح جزءا من الذاكرة الفرنسية..و وصفه أحدهم “
بالشهيد ”كما جاء في مقدمة مذكراته التي نشرت لأول مرة سنة 1932. و التي دون فيها تفاصيل
رحلته المثيرة.


"السمارة الشهيدة" !! 1220691122

احتفى الفرنسيون ب"شهيدهم" الذي بلا شك قدم شيئا ما لبلده أهم من هذا الذي كتب ونشر...
وتظل" السمارة " اليوم تنتظرمن يحتفي بها و يعيد لها الاعتبار لتعرف الأجيال الجديدة ما خطه
اجدادهم من بطولات و أمجاد على الغزاة الأوروبيين ,هؤلاء المقاومين الذين حركتهم غيرتهم
الدينية و الوطنية ,التي كان منطلقها "الإيمان والإيمان وحده" قالها المجاهد محمد عبد الكريم
الخطابي وكانت شعار جهاده في الريف بالشمال كما كانت شعار جهاد الشيخ ماء العينين
بالصحراء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aljazeera.banouta.net
 
"السمارة الشهيدة" !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجزيرة :: الاخبــــــــــــــــــــــــــــار-
انتقل الى: