ليلى زيرق و منجية ابراهيم - الجزيرة توك - الجزائر
الأفراح واحدة في كل زمان و مكان لذلك لا تختلف مراسيم الزفاف في الجزائر عن باقي الدول
العربية إلا أن لكل بلد خصوصياته التي تنبعث من رحم التراث والتمسك بالتقاليد لأجل عرس
مبارك.
بنكهة المقروط و طعم البقلاوة و رائحة الحناء المخضبة في أيادي العروس و أريج البخور الذي
يعطر أرجاء البيت في لحظات الفرح ،، وبهارات الشخشوخة وابتسامة العروس التي تتألق على
محياها و هي تتبختر في ملابسها التقليدي.
من جنوبه إلى شماله و من شرقه إلى غرب أول شرط تقبل به الزيجات و تربط به القلوب في
الجزائر هو أن تؤتى البيوت من أبوابها شرط وقع عليه كتاب الله قبل أن يجعله الناس عادة الرجال
في الطليعة ،فلا تقبل خطبة الفتاة إلا بقدوم كبير أهل العريس و يتم التحدث عن تفاصيل النسب و
الأخلاق و الأدب ثم تمنح أسرة الفتاة مهلة للتفكير.
إن رضيت القلوب و لانت الأنفس يبلغ الأب كبير العائلة الخاطبة بأنهم يصلون على النبي ويرضون ابنهم لبنتهم ،يُحدد موعد للاتفاق بخصوص الإجراءات الأخرى لتتمة الزفاف, أهمها المهر أو ما يسمى في بعض المناطق الجزائرية "الشرط" يختلف المبلغ من منطقة لأخرى ويتحدد أيضا حسب عادات الأسر ،الغرض من مجئ كبار العائلة هو تيسير العملية لتتم بسرعة وبأقل مطالب ولمساعدة العريس من الناحية المادية لان اغلب الشباب لم يتمكنوا من دخول القفص الذهبي بسبب عناد الآباء في غلاء مهور بناتهن بطريقة جنونية،وحتى الشباب يعتقدون أن الزواج بات من الأمور الأكثر صعوبة في هذا العصر.
ينتقل الجميع للتحضير لمرحلة قبل الأخيرة مهمة وهي "الحنة " أو "الملكة" فيها اختلاف بين
المدن الجزائرية ففي الشرق يأت أهل العريس بكبش أو "نعجة" وبعض الخضار والفواكه على أن
الطبخ والعزيمة تتم في بيت العروس,في المساء يحضر الأهل والأصدقاء لبيتها لأجل حفلة
"الحنة" أو ما تسمى أيضا "الفاتحة" لان العريس يجلب معه "شيخ " ليتم عملية العقد الشرعي
بحضور الشهود والولي ويقدم المهر لوالد العروس.
بالدف والزغاريت يتم الإعلان عن هذا الزواج وتباشر النسوة في الغناء" الحنة الحنينة جابوها
الرجالــ، والصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين المصطفى صلى الله عليه وسلم" و توشم أيادي
العروس بالحناء تعبيرا عن الفرح و الزهو وما بقي منها تأخذه أم العريس لابنها.
بعد هذا تبدأ الفتاة بتحضير الأثاث واللباس أو ما يسمى "الشورة" وتأخذ وقتا طويلا لأجل اختيار
واتخاذ قراراتها أما أولويات وكماليات.
قبل الزواج المدني واستخراج الدفتر العائلي لابد من إجراء فحوصات شاملة باتت مهمة ،حيث
فرضتها الجزائر في السنوات الأخيرة على المقبلين على الزواج لدرئ الوقوع في الأمراض
الخطيرة والتسبب للأسرة بالأذى.
وفي يوم العرس الأكبر حيث يشهد وليمة في بيت العريس بحضور أهل العروس، قبل أن يغادروا تاركين ابنتهم في بيتها الجديد و لا بد لكل أم أن تعطر ابنتها بالنصائح و الإرشادات التي تجعل منها زوجة و أما صالحة أيضا,,,وبعد أسبوع يحضر والدها وليمة مشابهة ويبلغ عريسها انه معزوم لبيته و العاقبة لكل من لم يكمل نصف دينه.